الشهيد مناضل شجاع فى معركة الايمان فى مواجهة اباطيل العالم وعباداته الزائفة لاينصاع لالحاح رئيس العالم وضغوضه مهما كانت العراقيل والسبب فى ذلك هو ان حياته الداخلية متحدة بالله لايحيا لنفسه بل لله والله يحيا فيه كما ان روح الله يكون له حضور مؤثرفى الشهيد وهو نفسه روح الشهادة للمسيح "متى جاء ذاك (الروح القدس ) فهو يشهد لى وتشهدون انتم ايضا "(يوحنا 15_26).
وبشهادة الروح فيهم استطاع الله ان يحمى حدود الحق الالهى ويصون جوهرة داخل قلب الشهيد لان الشهادة بحد ذاتها حركة منيره يغذيها روح الله الذى هو نفسه روح الحق.
لذلك كان الباطل وبخصوص ايمانهم بالمسيح لم يكن عندهم ليونه او تراخ لان الحق كان مغروسا يجذوره العميقة فى باطنهم ولهذا فان كل شهادة للمسيح فيها استعلان للحق ورفض لكل ماهوباطل كما ان سيرة اى شهيد للمسيح لاتسرد مجرد قصة بل هى تشرح مفاعيل الروح داخل القلوب الامينة للمسيح كما توضح حقيقة الصلة القوية الحيوية التى تربط نفوسهم بالمسيح وروحه وهى فى حد ذاتها خبره روحيه مختزنه فى وعى الكنيسة وفى كل جيل يستبقى الرب لنفسه شهودا امناء ليس عندهم مهادئه او ليونه مع قوات الشر او ظلمات العالم بل عندهم شهادة صادقة محكومه بقوة الحب للمخلص ومدفوعة بدافع الامانه المطلقة للمسيح الفادى وهؤلاء هم المؤهلون لعمل الروح ليشهد بهم وفيهم للمسيح حياتهم كلها صمود وحب مع رضى وشكر واحتفاظ بنقاوة الوعى الروحى للشهادة بالمسيح فى كل وقت حاسبين ان نفوسهم ليست ثمينة عندهم حتى يتمموا غاية حياتهم على الارض وهى ان يشهدوا لمسيحهم بحياتهم النقية او بموتهم النبيل .