يسأل البعض هذا السؤال الجوهري بالنسبة للعقيدة المسيحية قائلاً ؛ " هل قال المسيح أنا ربكم فاعبدوني ؟ أو أنا الله ربكم فاعبدوني ؟ وأن كان قد فاعبدوني ؟
قال ذلك فأين ورد في الأناجيل ؟ وهل ورد ذلك في الإنجيل للقديس يوحنا فقط أم في بقية الأناجيل الثلاثة الأخرى ؟ (1)
وهل قال ذلك بشكل مباشر أم بشكل غير مباشر ؟ وهل قال ذلك صراحة ؟ وأن لم يكن كذلك فلماذا لم يقل ذلك صراحة وعلانية ؟
وللإٌجابة على هذه الأسئلة نقول :
1 ـ لو كان المسيح قد أعلن ذلك صراحة فهل كان سيصدقه اليهود ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يتصور البعض ، خطأ ، أن الأناجيل الثلاثة الأولى لا تذكر شيئاً عن لاهوت المسيح !! وأن الإنجيل الرابع ، الإنجيل للقديس يوحنا ، فقط هو الذي يتكلم عن لاهوت المسيح ؟! والحقيقة عكس ذلك ، فالأناجيل الثلاثة الأولى تتكلم كثيرا عن لاهوت المسيح بدرجة لا تقل عن الإنجيل الرابع ، والإنجيل للقديس يوحنا تكلم عن الجانب الإنساني في شخصه المبارك أكثر من الأناجيل الثلاثة الأولى !!
2 ـ وهل كانوا سيقدمون له العبادة علي الفور ؟
3 ـ وهل كان مثل هذا الإعلان الصريح من أهداف التجسّد ؟
4 ـ وهل كان سيخدم أهداف التجسّد ، أم يعطّلها ؟
وقد برهن لنا الكتاب المقدس عملياً أنَّ اليهود لم يكونوا ليصدقوا مثل هذا الإعلان الصريح بالرغم مما قدمه لهم من براهين تدل علي صدق كلامه ! وعلي سبيل المثال فقد حاولوا رجمه(2) عدَّة مرَّات عندما أعلن لهم عن مساواته مع الآب ووحدته مع الآب !! يقول الكتاب أنَّه عندما قال لهم " يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً ( مساويًا ) نَفْسَهُ بِاللَّهِ. " (يو 5/17-18) . وتكرّر هذا الموقف أيضًا عندما قال لهم " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" يقول الكتاب " فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» " (يو10/30-33).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) يقول الكتاب " وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَانَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْما. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ " (لا 24/16).
كما كان من المستحيل أنْ يُقدّموا له العبادة فورًا، لأنَّه شاء في مشورته الأزليّة وتدبيره الأزليّ وعلمه السابق أنْ يكون ذلك بعد أنْ يُتَمِّمَ كلّ ما جاء لأجله وبعد أنْ يصعد إلي السماء، وبعد حلول الروح القدس ليساعد من يبحث عن الإيمان الحق بهذه الحقائق الإلهية .
لماذا بعد الصعود وحلول الروح القدس ؟ لأنهَّ يكون قد تَمَّم عمل الفداء الذي جاء من أجله، وقد تمَّ ذلك علي الصليب عندما قال " قَدْ أُكْمِلَ " (يو19/30)، ولأنَّ هذه الحقيقة، حقيقة لاهوته، تتطلَّب إعلان إلهيّ مباشر ومساعدة الروح القدس للإيمان بها لأنـَّها تختصَّ بذات الله. يقول الكتاب " لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. " (1كو 2/11-12). لذا يقول الكتاب " وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ " (1كو12/3) .
وكان الرب يسوع المسيح يتكلّم مع الجموع دائمًا بأمثالٍ ولكن كان يشرح لتلاميذه وحدهم أسرار ملكوت السموت، يقول الكتاب " فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ." (مت 13/11-12). ولما كشف لتلاميذه، بالروح القدس ، عن حقيقة
كونه أنَّه المسيح ابن الله الحي، فقد أكَّد لهم أنَّ هذا الإعلان قد جاء بروح الله "إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت16/17). كما حرص علي تحذيرهم من إعلان هذه الحقيقة لأحد " حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." (مت16/20). ولما كشف لهم عن شيء من مجده وعظمته الإلهية علي جبل التجلِّي، يقول الكتاب " وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ" (مت17/9) .
1 ـ إعلان المسيح عن لاهوته وربوبيته
ورغم كل ذلك فقد أعلن الرب يسوع المسيح حقيقة لاهوته وربوبيّته عشرات المرَّات ولكن بشكلٍ غير مباشرٍ وإنْ كان ذلك بصراحة ووضوح، سواء في الإنجيل للقدِّيس يوحنّا أو في الأناجيل الثلاثة الأخري، كما سنري. ونبدأ بإجابة الرب يسوع المسيح لليهود علي سؤالين ؛ الأول سأله هو نفسه لهم والثاني في إجابة له علي سؤال وجهوه هم له في حوار معهم .
(1) رب داود، ورب الكل ؛ ففي سؤاله لهم ، رؤساء اليهود ، إستشهد الربّ يسوع المسيح بنبوّة داود النبيّ عن لاهوته وربوبيّته وقال لهم : "مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». قَالَ لَهُمْ: « فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. " (مت22/42ـ46) .
وهنا يؤكِّد الرب يسوع المسيح في سؤاله لهم أنه ربّ داود الجالس عن يمين العظمة في السموات. فمن هو رب داود ؟ والإجابة هي : رب داود هو الله ! فالكتاب يقول : " إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (تث6/4) ، وأيضًا " الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ " (تث6/13؛مت4/10). وقد أكَّد ذلك أيضاً السيد المسيح نفسه في قوله " إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. " (مر12/29). والكتاب يقول أيضاً أنَّ الربّ يسوع المسيح نفسه هو هذا الربّ الواحد "لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ." (1كو8/6). ويقول القديس بطرس عنه بالروح " هَذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ. " (أع10/36) .
(2) الكائن قبل إبراهيم وإله إبراهيم وفي حوارٍ له مع رؤساء اليهود يقول الكتاب أنه قال لهم " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ000 قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ وَأَنْتَ تَقُولُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ0000 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». "(يو 8/51-56). وهو هنا يؤكِّد ما قاله لتلاميذه " طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا." (مت13/16- 17)، " فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا. " (يو8/57ـ59) .
وهنا أثار قوله " قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ " غضب اليهود وجعلهم يحنقون عليه ويقرروا موته رجماً بالحجارة " فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.". لماذا ؟ لأنهم اعتقدوا أنه يجدِّف علي الله وينسب لنفسه ما للَّه ويُسَمِّي نفسه باسم اللَّه، أي يقول " أني أنا الله ". كيف ذلك ؟ لأنَّ كلامه هذا له أكثر من مغزي كلَّها تدلّ علي أنَّه يقول صراحة " أنَّه اللَّه "!
أولاً : يقول أنه قبل أنْ يُوجد إبراهيم ، منذ حوالي 2000 سنه ق. م ، كان هو موجوداً. أي أنه يؤكِّد علي وجوده السابق، قبل إبراهيم. وبالتالي علي وجوده السابق للتجسُّد والميلاد من العذراء، فقد كان موجودًا قبل أنْ يظهر علي الأرض، وهذا يعني أنه كائناً في السماء.
ثانياً : يقول بالحرف الواحد " أَنَا كَائِنٌ " ، وهذا القول يعني حرفياً " أنا أكون " و " الكائن " وباليونانية " Ego eimi ـ έγώ ειμί ـI Am " . وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه عندما ظهر لموسي النبيّ في العلِّيقة وعندما سأله موسي عن اسمه فقال " أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ " (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ) . وَأَضَافَ : " هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : " أَهْيَهْ (أَنَا الْكَائِنُ) ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ " . " وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى : " هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ : إِنَّ الرَّبَّ « يهوه ـ الكَائِنَ " إِلهَ آبَائِكُمْ ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ . هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى اْلأَبَدِ ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ " (خر 3/14-15). أي أنَّ الرب يسوع المسيح يُعطي لنفسه نفس الاسم الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه " أنا الكائن الدائم ـ الكائن الذي يكون " والذي يساوي يهوه ( الكائن ) الذي هو اسم الله الوحيد في العهد القديم. أي أنه يقول لهم " أنا الكائن الدائم " الذي ظهر لموسي في العليقة، وهذا ما جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعني أنه
هو " اللَّه " نفسه " الكائن الدائم ". وهذا الاسم لا يمكن أنْ يُطلَق علي غير اللَّه ذاته والذي يقول اللَّه عنه " أَنَا الرَّبُّ ( يهوه = الكائن ) هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ " (اش42/
.
ثالثاً : كما أنه الرب يسوع المسيح يستخدم في قوله هذا ، الزمن الحاضر (المضارع) " أكون ـ έγώ ειμί ـ I am " والذي يدل علي الوجود المستمر، بلا بداية وبلا نهاية، وهو هنا يعني أنه " الكائن " دائماً ، والذي " كان " أزلاً " بلا بداية، والذي سيكون " يأتي " أبداً بلا نهاية ، الموجود دائماً في الماضي بلا بداية، والحاضر دائماً، والمستقبل بلا نهاية، كقوله في سفر الرؤيا " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22/13) .
إذًا فهو يُعلن صراحة أنه هو الربّ الإله الواحد المعبود، والكائن الأزليّ الأبديّ الذي لا بداية له ولا نهاية !! ولذلك فعندما قال له تلميذه توما " رَبِّي وَإِلَهِي " قال له " لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا " (يو20/28-29). وهذا ما أكَّده مرَّات عديدة :
1 ـ فقد أعلن أنه الأزلي الأبدي الذي لا بداية له ولا نهاية (غير المحدود بالزمان) :
حيث يقول هو في سفر الرؤيا " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. "(رؤ1/
.
† " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ." (رؤ1/11) .
† " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً" (رؤ21/6).
† " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22/13) .
† " لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ1/17) .
2 ـ ويقول" أنا " و " أنا " هو بنفس القوة الإلهية،كما يقولها الله:
فيستخدم تعبير " أنا " و " أنا هو έγώ ειμί ـ I am "، بمعنى أنا صاحب السلطان علي الكون كله والخليقة كلها، وأنا، الله، الكائن علي الكل " الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ" (رو9/5) ، بنفس الأسلوب والطريقة التي تكلم بها ، الله في العهد القديم. فعندما
سأل موسي النبيّ اللَّه عن اسمه قال له الله: " اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ ( أكون الذي أكون )" (خر3/15) والتي تعني ، كما بينا أعلاه " أنا كائن " ، "أنا الكائن الدائم " والإله الوحيد الذي ليس مثله أو سواه ولا يُوجد آخر غيره أو معه، كقوله اللَّه ذاته في العهد القديم :
† " اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ" (تث32/39) .
† " مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ." (اش41/4) .
† " أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ." (اش43/10) .
† " أَنَا هُوَ وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ؟" (اش43/13) .
† " أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا." (اش43/25) .
† " أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ" (اش48/12) .
† " أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ." (اش51/12) .
ويستخدم الرب يسوع المسيح تعبير " أَنَا " في الموعظة علي الجبل بالمقابلة مع الله، فيقول :
† " قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ 000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ " (مت5/21-22) .
† " قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. " (مت5/27-28) .
† " وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. " (مت5/31-32) .
† " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ " (مت5/33-34) .
† " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً." (مت5/38-39) .
† " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " (مت5/43-44) .
وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان علي الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
كما يستخدم تعبير " أنا هو έγώ ειμί ـ I am "، كما استخدمها اللَّه في العهد القديم، بكل معانيها اللاهوتية التي تؤكِّد لاهوته وكونه هو ذاته اللَّه، اللَّه الكلمة :
† " فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»." (مت14/27).
† " لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ: «ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»" (مر6/50) .
† " فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ»." (مر14/62) .
† " فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ»." (لو22/70) .
† " فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا»." (يو6/20) .
† " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً." (يو6/35) .
† " فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ»." (يو6/41)
† " أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ" (يو6/48) .
† " أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»." (يو6/51) .
† " ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»." (يو8/12) .
† " لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (يو8/24) .
† " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي." (يو8/28) .
† " أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى." (يو10/9) .
† " أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." (يو10/11) .
† " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو11/25).
† " أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ." (يو13/19) .
† " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يو14/6) .
† " فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. " (يو18/6) .
† " أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (رؤ1/
.
† " قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" ( رؤ1/17) .
† " أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ." (رؤ2/23) .
† " أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً " (رؤ21/6) .
3 ـ ولذا فقد أعلن أنه النازل من السماء :
† " لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي." (يو6/38) .
† " أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ." (يو6/51) .
† " هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ " (يو6/58) .
† وهذا ما جعل اليهود يتذمرون عليه قائلين : " وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»" (يو6/42) .
† " فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ»." (يو6/41) .
4 ـ والخارج من عند الله الآب والذي هو من ذات الآب وفي ذات الآب :
† " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. " (يو8/42) .
† " خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ" (يو16/28) .
† " لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ." (يو17/
.
† " أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي" (يو8/38) .
† " فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي" (يو10/32) .
† " لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ." (يو16/27) .
† " خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ" (يو28:16) .
ويُؤكِّد أنه خرج من عند اللَّه الآب، من قِبَل اللَّه الآب، لأنه هو نفسه من الآب، من ذات الآب، وفي ذات الآب، فهو عند الآب، في حضن الآب.
† " أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي" (يو7/29) .
† " أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ " (يو14/10) .
† " صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ" (يو14/11) .
فهو كما يقول القديس يوحنا بالروح " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ " (يو1/18)، كان عند الآب، في ذات الآب ومن ذات الآب لأنه كلمة اللَّه وعقله الناطق " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ." (يو1/1) .
5 ـ والواحد مع الآب في الجوهر :
أنه هو الواحد مع الآب في الجوهر ، الذي من ذات الآب وفي ذات الآب بحسب لاهوته ؛ " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ " (يو1/18)، " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يو10/30) ،
" أَنِّي أ َنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ 000صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ" (يو14/10-11) .
6 ـ وأنه الموجود في السماء وعلي الأرض وفي كل مكان في آن واحد (غير المحدود بالمكان) :
يقول عن نفسه " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. " (يو3/13) . فهو في السماء وعلي الأرض في آنٍ واحدٍ .
وأيضاً " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ " (مت18/20 ) . أي أنَّه مع كل من يُصلِّي باسمه في كل مكان .
وعند صعوده قال لتلاميذه " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». " (مت28/19-20) . أي أنه معهم في كل مكان وزمان .
ويقول القديس مرقس بالروح " ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. " (مر16/19-20) . كان يجلس علي العرش في السماء وفي نفس الوقت كان يعمل مع تلاميذه في كل مكان علي الأرض .
7 ـ والموجود مع الآب وفي ذات الآب قبل كل خليقة :
قال لليهود " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». " (يو8/58) . أي أنه موجود قبل إبراهيم وموجود دائماً " أنا كائن " ، بلا بداية وبلا نهاية .
وخاطب الآب قائلاً " وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. " (يو17/5) . وأيضًا " لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يو17/24) .
8 ـ وأنه الحي ومعطي الحياة :
وقال عن نفسه أنه هو الحيّ الذي لا يموت كإله ، الذي له الحياة في ذاته ومعطي الحياة " فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ " (يو1/4) ، " إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. " (يو14/19) ، " كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ " (يو6/57) ، " وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. " (رؤ1/18) .
9 ـ وأنه هو ملك الملوك ورب الأرباب :
يقول الكتاب عنه أنه هو ملك الملوك ورب الأرباب كإله " لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ " (رؤ17/14) ، " وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ " (رؤ19/16) . وأكَّد هو ذاته هذه
الحقيقة عندما قال لبيلاطس " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا " (يو18/36) .
10 ـ وأنه هو الرب ، الله ، ذاته :
حيث يقول " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. " (مت7/21) .
" كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ " (مت7/22) .
فهو ربّ الطبيعة والذي تخضع له كل عناصر الطبيعة فقد حوَّل الماء إلي خمر (يو2/1ـ10) ، ومشي علي مياه البحر الهائج (مت14/25؛مر6/49؛يو6/19) ، " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 000 فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ! " (مر4/39و41) . وعندما مات كإنسان علي الصليب بحسب الطبيعة البشريّة التي له ، أعلنت الطبيعة احتجاجها " وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ " (لو23/45) ، " وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.
وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً و
َقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ». " (مت27/51-54) .
11 ـ وأعلن أنه صاحب السلطان علي كل ما في السموات وعلي الأرض :
هو ابن الله الوحيد الجنس الذي في حضن الآب ومن ذات الآب (يو1/18) ، الذي له السلطان علي كل ما في السماء وعلى الأرض ، كل ما في الكون كما تنبأ عنه دانيال النبي قائلا أنه " فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. " (دا7/14) . لذا يقول هو نفسه لتلاميذه " دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ " (مت28/18) ، وأن له السلطان حتى على نفسه " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي " (يو10/18) .
12ـ وأنه كلي العلم ، العالم بكل شيء :
يقول الكتاب عن معرفته المطلقة بالإنسان " فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ " (مت9/4؛مت12/25) ، " فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ " (مت22/18) ،
" لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. " (يو2/24) ، " لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ. " (يو2/25) ، وقد كشف ما سيحدث في المستقبل لتلاميذه وبحسب تعبيره هو يقول :
† " هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. " (مت24/25) .
† " أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ"(يو13/19).
† " وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. " (يو14/29) .
† ووصف لهم كل ما سيحدث لهم بعد صعوده وما سيحدث للكنيسة حتي وقت مجيئه الثاني في مجد " سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ. وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي. لَكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ. " (يو16/2ـ4) .
† وعندما قابل تلميذه نثنائيل أكَّد له أنه رآه وهو تحت التينة قبل أنْ يأتي إليه: " قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ رَأَيْتُكَ». فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! " (يو1/48-49) ،
† وكشف أسرار المرأة السامرية " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ:
«لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟ " (يو4/16-19و29) ،
† وكان يعلم من سيؤمن به ومن لا يؤمن ؛ " لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. " (يو6/64) .
† وكان يعلم ساعته المحتومة ليصلب " وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ" (يو12/23) ،" أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ" (يو13/1) ، " فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ" (يو18/4) ، وكان يعلم من هو الذي يسلمه " لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ" (يو13/11) ، وبالتجربة عرف تلاميذه أنه يعلم كل شيء " اَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَلَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. لِهَذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ اللَّهِ خَرَجْتَ». أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلآنَ تُؤْمِنُونَ؟ هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»." (يو16/30ـ33) .
ولذلك يقول الكتاب عنه " الْمَسِيحِ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. " (كو2/2-3) . كما يقول الكتاب عنه أيضًا " يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. " (عب13/
، أي غير المتغيِّر .
2 ـ إعلان أنه المعبود
قال الله في العهد القديم " الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. " (تث6/13) ، وقال الرب يسوع المسيح في العهد الجديد " لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ " (مت4/10) . إذًا اللَّه وحده هو المعبود ، والكتاب أيضًا يقول أنَّ الرب يسوع المسيح هو المعبود ، كما سبق وتنبَّأ عنه دانيال النبي قائلاً " كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. " (دا7/13-14) . وقد أعلن هو نفسه أنه الذي يُصلَّي إليه وأنه هو سامع الصلاة، وأنه هو الذي يستجيب للصلاة ، وأنه هو الذي يعطي القوة والغلبة ، الذي يقوي ويجعلنا نغلب الشرير ، فقال:
† " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ " (مت18/20 ) .
† " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ." (يو14/13) .
† " إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ" (يو14/14) .
† " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." (مت7/21) .
† " وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ " (لو6/46) .
† ولذا فقد صلَّت إليه الكنيسة عند اختيار متياس الرسول بديلاً عن يهوذا قائلة: " أيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ الاِثْنَيْنِ أَيّاً اخْتَرْتَهُ " (أع1/24).
† كما يقول القديس بولس بالروح " مِنْ جِهَةِ هَذَا (آلام شوكة الجسد) تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ " (2كو12/8-9) .
† كما يشكره لأنه قواه " وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي" (1تي1/12) .
† وقال له توما بعد القيامة " رَبِّي وَإِلَهِي" (يو20/28) .
فقد أعلن هو أنه المعبود ، وبرهن علي أقواله بأعماله ، ومن ثمَّ فقد قدَّم له تلاميذه والمؤمنون به العبادة ووصفوا أنفسهم بعبيده ، وهذا ما أكَّدوه في افتتاحيات رسائلهم للمؤمنين :
† " يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ " (يع1/1) .
† " يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،" (يه1) .
† " سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ،" (2بط1/1) .
† " بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رو1/1) .
† " بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (في1/1) .
† " يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ ابَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ" (كو4/12) .
† ويقول القديس بولس بالروح " لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ." (1كو7/22-23) .
ولأنَّ الرب يسوع المسيح هو المعبود فقد قبل السجود من كل من سجدوا له ، وهو نفسه القائل " لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ " (مت4/10) ولم يمنع أحداً من السجود له ، يقول الكتاب :
† فعند ميلاده جاء المجوس قائلين : " أَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ" (مت2/3) . وسجدوا له " خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ" (مت2/11) .
† " وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ " (مت8/2) .
† " وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ" (مت9/18).
† " وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ " (مت14/33) .
† " وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ 000 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»" (مت15/25) .
† " والمولود أعمى الذي خلق له المسيح عينين " وَسَجَدَ لَهُ." (يو9/38) .
وكما عبده تلاميذه كالرب الإله فقد سجدوا له أيضًا كالرب الإله ، فهم كانوا يعلمون مما تعلموه من الرب نفسه ، وكيهود أصلاً، أنه لا سجود ولا عبادة لغير اللَّه ، وقال الملاك القديس يوحنا في الرؤيا: " انْظُرْ 000 أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. " (رؤ19/10؛22/9) ،
† كما منع القديس بطرس قائد المئة الذي حاول أنْ يسجد له قائلاً " قُمْ أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ" (أع10/25) .
† ولكن التلاميذ عبدوه وسجدوا له كالرب الإله ، كما قال له توما " رَبِّي وَإِلَهِي" (يو20/28) .
† " حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ " (مت20/20) .
† وبعد القيامة " وَلَمَّا رَأَوْهُ (تلاميذه) سَجَدُوا لَهُ " (مت28/17؛لو24/25) .
† والمريمتين " وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ." (مت28/9) .
وفي كل هذه الحالات لا توجد أية إشارة أو تلميح في الكتاب علي أنَّ الرب يسوع
المسيح قد رفض ولم يقبل السجود له بل على العكس تماماً فهو المكتوب عنه " وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ" (عب1/6)، وأيضًا " لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ يَقُولُ الرَّبُّ إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ». " (رو14/10-11) ، وأيضًا " لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ " (في2/10)