miko Admin
عدد المساهمات : 352 نقاط : 944 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 05/08/2009 العمر : 30
| موضوع: الهدوء الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 11:14 am | |
| لقداسة البابا المعظم الانبا شنوده الثالث [1] الهدوء
الهدوء صفه جميلة يتصف بها الانسان الروحى ، ومنها: هدوء القلب ، وهدوء الاعصاب ، وهدوء الفكر ، وهدوء الحواس ، وهدوء التصرف ، وهدوء الجسد. الانسان الهادئ، لا يضطرب قلبه لاى سبب، ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل. وكما قال داود النبى " إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى. وإن قام على قتال ، ففى هذا أنا مطمئن". إنه هدوء مصدره الإيمان ... إن فقد الإنسان هدوءه من الداخل، يبدو أمامه كل شئ مضطربا، وكل شئ بسيط يبدو معقدا. إن التعقيد ليس فى الخارج، وإنما فى داخله ... وإن هدأ القلب، يمكن أن تهدأ الاعصاب أيضا. فلا يثور الشخص، وإنما يحل الإشكال فى هدوء ... إن العقل إذا عجز عن حل أمر ما، تتدخل الاعصاب لحله. وقد تعلن الأعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيله. وكلما تعبت الأعصاب، تزداد ثورتها ... والشخص الهادئ قلبا وأعصابا، يمكنه أن يكتسب الهدوء فى التفكير وفى التصرف، فيفكر تفكيرا متزنا مرتبا بغير تشويش، ويتصرف فى اتزان وفى هدوء، ليس فى صخب الانفعال، ولا فى اضطراب الاعصاب. ومما يساعد على الهدوء الداخلى، الهدوء الخارجى: هدوء المكان، وهدوء البيئة، والبعد عن المؤثرات المثيرة. لذلك فإن الرهبان الذين يعيشون فى هدوء البرية، بعيدا عن الضوضاء، وعن صياح الناس، وعن إثارات الأخبار والأحداث، هؤلاء يكون تفكيرهم أكثر هدوءا، وتكون قلوبهم وأعصابهم هادئة. ويكونون فى الغالب قد اعتادوا الهدوء ... وحياة الوحدة والانفراد، تجلب الهدوء عموما، بسبب هدوء الحواس. لأن الحواس هو أبواب للفكر كما يقول القديسون. فما تراه وما تسمعه وما تلمسه، يجلب لك فكرا. فإن استراحت حواسك من جمع الأخبار، استراحت من الأفكار ... والمكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس، وبالتالى هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الاعصاب. لذلك فإن الكثيرين يبعدون عن الأماكن الصاخبة التماسا للهدوء... إن محبى الهدوء يبحثون عنه بكل قواهم، ولكن البعض – للأسف – يحبون الصخب، ولا يعيشون إلا فيه، ويسأمون من الهدوء | |
|