أنا لا أفهم شىء من الكتاب المقدس !
عبارة يقولها الكثيرين :
أنا أقرأ الإنجيل و لا أفهم شيئاً... لذا لم أعد أقرأه !!
أخى :
- ألم تضع فى حسبانك أن هذا الفكر قد يكون من الشيطان الذى يحاول أن يبعدك عن الله ؟!
- ألم تقرأ الآية التى تقول " أبدأوا بالجسد و كملوا بالروح "
ففى البداية سيحاربنا الشيطان بحجج كثيرة ليثنينا عن قرأة كلمة الله لنا. لذا فلنبدأ بالجسد... أى بإرغام
أنفسنا على القراءة يوميا و بعد قليل ستصبح عادة لدينا... و بعدهاستصبح شهوة لدينا لسماع كلمة الله.
- هل تقرأ الإنجيل بطريقة صحيحة ؟ هل تصلى و تطلب إرشاد الروح القدس قبل القرأة فى كل مرة ؟
- إن كنت لا تقرأ العهد القديم بحجة أنه ( قديم )... هل قرأت قبلاً هذه الآية :
" كل الكتاب هو موحى به من الله , نافع للتعليم و للتوبيخ , للتقويم و التأديب الذى فى البر " ( 2تى 16:3 )
سأضع لكم قصة قصيرة توضح لنا فائدة قرأة الكتاب المقدس حتى إن كنا لا نفهم شيئا فى البداية , ثم سنقرأ درسا صغيرا عن كيفية قراءة الكتاب المقدس أرجو أن يكون مفيد لكم كما كان بالنسبة لى ( الدرس منقول )
لماذا أستمر فى قراءة الإنجيل مادمت لا أفهم شيئا ؟!
جاء يوما أحد الرهبان الشبان إلى أبيه الروحى شاكياً : يا أبى أنا لا أفهم شيئا من قرأتى للكتاب المقدس !
فقال له الشيخ : أذهب و أملأ لى هذه السلة بالماء.
فنظر الراهب الشاب إلى السلة و كانت من الخوص , فتعجب من هذا الطلب لأن الماء لن يبقى بداخلها إلا ثوان معدودة ... و لكنه كان مطيعا لأبيه الروحى , فذهب و فعل كما أمره.
و أتى إليه بالسلة و كانت بالطبع فارغة. فظر إليه الشيخ و طلب منه أن يملأها ثانيا بالماء و يأتى بها إليه.
فأطاع الراهب الشاب أيضا هذه المرة و أتاه بالسلة و كانت فارغة. فكرر الشيخ الطلب للمرة الثالثة !
و عندما أتى إليه بالسلة و هى فارغة أيضا , سأله الشيخ : ماذا لاحظت على السلة ؟
فأجابه الراهب الشاب : أنها لا تحتفظ بالماء داخلها... إنها فارغة !!
فسأله الشيخ ثانيا : و ماذا لاحظت أيضا على السلة ؟
فأجاب الراهب الشاب : لقد أصبحت نظيفة بفضل الماء.
فأبتسم الشيخ و قال له : و أنت أيضا , حتى أن كنت لا تفهم شيئا من الكتاب المقدس فلا تهمل فى قرأته فإنه سينقى نفسك من الداخل... و حينئذ ستكون مستعدا لتفهم .
و إليكم درس يعطينا فكرة عن كيفية قرأة الكتاب المقدس للحصول على أكبر إستفادة روحية ممكنة
أولاً سنبدأ بإختيار نص من الإنجيل...مثلا فصل من بشارة الإنجيل بحسب مرقس :
" 35 وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ، عِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: لِنَعْبُرْ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ 36 فَلَمَّا صَرَفُوا الْجَمْعَ، أَخَذُوهُ مَعَهُمْ فِي الْقَارِبِ الَّذِي كَانَ فِيهِ. وَكَانَ مَعَهُ أَيْضاً قَوَارِبُ أُخْرَى. 37 فَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ شَدِيدَةٌ، وَأَخَذَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ الْقَارِبَ حَتَّى كَادَ يَمْتَلِىءُ مَاءً. "
الشرح
ستبدأ أنت في قراءة النص و ستفهم أحداثه , ثم ستعيش النص و ستتوقف عند جملة معينة من النص و جدتها في نفسك أو شعرت في قلبك أمر غريب جعلك للتوقف عندها.
أنتبه..ليس بشرط أن تتوقف عند أول جملة في النص فربما أن لم تشعر بشئ داخلك يشدك إليهاربما تكون آخر كلمة في النص أوقفتك و شدتك نحوها... و هكذا
مثال
جملة (عندما حل المساء ) مثلأ أنا و بعد أن قرأت النص توقفت عند الجملة السابقة لأنى شعرت في قلبي بشئ من التساؤل أو شئ من التعجب فبدأت أسأل نفسي :
كيف حل المساء؟ ما هو المساء في حياتي؟ هل هو مجرد الظلمة التي أشاهدها عند غياب الضوء.......
لا بل المساء في حياتي هو اليوم السئ الذي لا أفرح فيه و الذي يحدث فيه معي الكثير من المشاكل و الذي يكون فيه الحزن كبير و المشاكل أكبر...كم مرة يحل المساء علي؟ يوميا؟!!
لا طبعاً........ أنا لا أقصد المساء الذي نشاهده يومياً
بل أقصد مساء البعد عن الرب أو تجاهل الرب أو قتلي لمحبة المسيح لي.
متى سأصحوا من هذا المساء المظلم؟ و متى سأعود إلى الرب يسوع المسيح ؟ متى سأفيق و تبعد عني جميع الأمور المحزنة متى سيتوقف المساء عن الحلول؟
من الممكن أيضا أن تحفظ هذه الآية التى أعجبتك و تجعلها " آية اليوم " فتمضى اليوم كله متأملا فيها.
هل شاهدنا كيف يمكن لنا أن نعيش مع السيد المسيح .... فاالإنجيل لم يكتب فقط لنفهمه
بل لنعيشــــــــــه في حياتنا أي لنُبقي كلام الرب في حياتنا
فالكتاب المقدس هو كلام الله لنا , و السيد المسيح قال
" الكلام الذى أكلمكم به هو روح و حياة " ( يو 63:6 )
صلى لأجل وحدة الكنيسة
صلى لأجل ضعفى
" 3 مبارك الله أبوا ربنا يسوع المسيح , أبوا الرأفة و إله كل تعزية , 4 الذى يعزينا فى كل ضيقاتنا , حتى نستطيع أن نعزى الذين هم فى كل ضيقة بالتعزية التى نحن بها من الله. 5 لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا , كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً. " ( رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس )