حبيبنا القمص لوقا قد نام
لست ادري ماذا اكتب عن أبينا الحبيب القمص لوقا ..؟! لان رقاده كان كوقع الصاعقة فوق الرؤوس مما جعلنا غير مصدقين لرقاده الأليم على قلوبنا . وان رغبت ان اكتب عنه فاننى اكتب عنه هو فى مرحلة حياته التى عاشها كأنجيل مفتوح مقروء لنا . لقد كان فتى جميلا هادئا كنسمة الهواء الصافية كنا لا نسمع منه إلا صوت الترانيم التى يحفظها وهو فتى وقد رأيناه خادماً فى الكنيسة مما جعله يلتحق بالكلية الاكليريكية فأحب الخدمة ولا سيما طقوسها وألحانها فأخذ على عاتقة عبء مسئولية الخدمة فى مدارس الاحد والاجتماعات وتسليم الألحان لمجموعات من الشباب وقد تتلمذ على يديه كثيرين من حفظة الألحان بالقرية ولقد كان لصوته الشجي اثر جميل يجذب كل من يستمع اليه ليتعلم ويحفظ منه الألحان بسهولة وكم تعب معنا كثيرا وثابر مجتهدا على تسليم الألحان لنا. وقد أراده الله ان يكون راعيا لكنيسة العذراء مريم فتمت سيامته قسا عام 1983 ومنذ تلك اللحظة كان محبا لخدمة المذبح لا يفارقه يوما . نراه معنا فى كل يوم فى كل قداس بصوت ملائكي رنان يطرب القلوب والأرواح فنشعر كأننا قدس الأقداس و امام ملك الملوك . كان محبا لأولاده أباً حنونا وأخاً عطوفا وصديق مخلصا ترتاح اليه النفوس وتتعزى به كل نفس بها حزن وألم وكان يمد يده لمساعدة الجميع بدون استثناء . يجمع فى نفسه صفات عظيمة يجمع بين قلب أسد وقلب طفل بسيط . قلب أسد عندما يقول الحق فلا يخشى من لائمة لاءم ، يأخذ الحق المسلوب من اى إنسان مهما كانت شهرته او عظمته ليعطيه لمن يستحقه . له قلب طفل صغير فى البساطة والمحبة والوداعة والاتضاع نراه يداعب الأولاد الصغار بكل حب وحنان كما كان يفعل ربنا يسوع المسيح مع الأولاد . له روح نقيه طاهرة ، وكان يحثنا دائما فى عظاته ويقول :"حافظوا على نقاوة أجسادكم وأرواحكم طاهرة بلا دنس وبلا لوم لان الايام قصيرة وقريبة ".
صدقوني لو أحببت ان اكتب عنه كثيرا فلن يسعفني الوقت . ولكن كل الذى أقوله كم هى خسارتنا لرقاده لاننى لا أريد ان أقول انه قد (مات) كلا . بل انه حى . حى فى قلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا وكما قيل فى المزمور 116 : 15 " عزيز فى عيني الرب موت اتقياءه " هكذا ايضا عزيز علينا رقاده ونومه . وكيف لا يكون عزيزا علينا وهو العزيز فى قلوبنا . وكيف لا نبكى من عيوننا وقلوبنا دماءاً على من كان محباً لنا وخسرناه . آه لو تدركون كيف خرجت الدموع من عيوننا لعرفتم كم هو اليم فراقه علينا . لقد رقد . نام . ولكن عزاءنا الوحيد انه حى فى قلوبنا وسوف نلتقي به مهما طال الزمن علينا . فنم يا ابى ...و هنيئا لك بالفردوس مع الرب يسوع المسيح مع ال24 قسيسا جلوسا على كراسيهم ... ونطلب شفاعتك امام منبر السيد المسيح لكى يساعدنا فى جهادنا كما ساعدك أنت ايضا يا ابانا فى جهادك . آمين
ابنك
إبراهيم جرجس سعيد