منتدي ام النور بالكشح
يشرفنا تسجيلك بالمنتدي وتنال بركة ام النور مريم
منتدي ام النور بالكشح
يشرفنا تسجيلك بالمنتدي وتنال بركة ام النور مريم
منتدي ام النور بالكشح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي ام النور بالكشح


 
دخولدخول  الرئيسيةالرئيسية  ++البوابة++++البوابة++  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  

 

 اشعياءالاصحاح التاسع والاربعون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مارى امين
عضو مميز
عضو مميز



عدد المساهمات : 53
نقاط : 151
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/09/2009

اشعياءالاصحاح التاسع والاربعون Empty
مُساهمةموضوع: اشعياءالاصحاح التاسع والاربعون   اشعياءالاصحاح التاسع والاربعون Icon_minitimeالأحد أكتوبر 04, 2009 12:44 am

إرســالية المخــلص

فى الإصحاح السابق يعلن المخلص عن إرساليته قائلا : " والآن السيد الرب أرسلنى وروحه " إش 48 : 16 .

الآن يتحدث عن هذه الإرسالية الفريدة التى فيها يخلى الإبن ذاته لكى يمجدنا فيه ، نازعا عار المذلة ، فيقيمنا عروسا سماوية وملكة تجلس مع المسيح الملك ، مشبعا كل احتياجتنا .



( 1 ) اتضاع المخلص وتمجيده

فى الإصحاح السابق كان الحديث موجها إلى بيت يعقوب المعوين بأسم إسرائيل ( إش 48 : 1 ) ، أما الحديث هنا فموجه إلى الأمم ، إذ يقول : " اسمعى لى أيتها الجزائر ، وأصغوا أيها الأمم من بعيد " إش 49 : 1 .

يتحدث السيد المسيح المخلص إلى الأمم معلنا الآتى :

أ – مدعو من البطن : " الرب من البطن دعانى " إش 49 : 1 . يظن بعض الدارسين أن المتحدث هنا باسم إسرائيل بكون الله اختار شعبه قبل أن يوجد ، وهو فى صلب إبراهيم وفى أحشاء سارة ، وظن البعض أنه كورش الذى اختاره الله لتحقيق رسالته قبل أن يوجد ، لكن الواضح أن الحديث هنا باسم السيد المسيح ، كلمة الله المتجسد ، فقد كرز رئيس الملائكة جبرائيل للعذراء بميلاده قبل أن تحبل به ودعى يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم ( مت 1 : 21 ) ، لذا قيل " من أحشاء أمى ذكر اسمى " إش 49 : 1 .



ب – صاحب سلطان : " وجعل فمى كسيف حاد " إش 49 : 2 .

وقد قيل عن السيد المسيح : " وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه " رؤ 1 : 16 ، كما قيل عنه أنه كان يتكلم كمن له سلطان وليس كالكتبة والفريسيين ( مت 7 : 29 ) . لقد دخل المعركة ضد عدو الخير إبليس بكلمته التى هى كسيف ذى حدين ( عب 4 : 12 ) .



جـ - اختفاء سر المسيح وعمله الخلاصى الإنجيلى ودعوته الأمم للإيمان وراء ظلال الناموس الموسوى والنبوات ، إذ يقول " فى ظل يده خبأنى " إش 49 : 2 . لعله عنى بهذا القول أيضا ما حدث فى طفولته حيث ثار هيرودس عليه وأراد قتله فأرسل الآب ملاكا ليوسف يأمره بالهروب إلى مصر . لقد صار الكلمة جسدا ، ابن الله صار إبنا للبشر ، لهذا فى إتضاعه سار فى طريقنا كواحد منا يرعاه الآب بحمايته كما فى ظل يده ، وهو قادر أن يأمر الطبيعة فتهلك هيرودس وكل مقاوميه .

" وجعلنى سهما مبريا ( لا يصدأ ) ، فى كنانته أخفانى " إش 49 : 2 .

بكونه كلمة الله فهو سهم لا يصدأ ، اختفى وراء الظلال والرموز حتى جاء ملء الزمان فأعلن ذاته خلال الصليب كسهم صوب ضد إبليس وجنوده فجردهم من سلطانهم وأشهرهم جهارا ظافرا بهم ( كو 2 : 15 ) . إنه السهم القاتل للشر ، وواهب جراحات الحب الإلهى للنفوس المؤمنة التى تصرخ " إنى مريضة حبا " نش 2 : 5 ، 5 : 8 .

د – بالصليب خضع الإبن مطيعا للآب ، صار من أجلنا عبدا لكى يتمجد الآب فيه ، ويتمجد هو أيضا فى ضعف الصليب :

" وقال لى : أنت عبدى إسرائيل الذى به أتمجد ، أما أنا فقلت : عبثا تعبت باطلا ، وفارغا أفنيت قدرتى ، لكن حقى عند الرب وعملى عند الهي " إش 49 : 4 .

يتساءل البعض : من هو عبده إسرائيل ؟ إنه السيد المسيح الذى جاء من اليهود ، وقبل بإرادته العبودية مع أنه مساو للآب فى الجوهر ( فى 2 : 7 ) . جاء كعبد ليرفع العبيد فيه إلى البنوة لله ، بهذا مجد الآب وتمجد هو أيضا خلال الضعف ، إذ يقول الرسول :

" وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ، لذلكرفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم ، لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " فى 2 : 8 – 11 .

فى لحظات الآلام حين ظهر رب المجد كما فى ضعف قال : " أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته ، والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم " يو 17 : 4 ، 5 .

الصليب أيضا مجد لأنه صالح الآب مع البشر ، وفتح أمامنا باب الفردوس لنشارك الرب مجده ونعيش معه نسبحه مع السمائيين .

يرى البعض أن ما قيل هنا أيضا يخص الكنيسة المختفية فى المخلص بكونها إسرائيل الجديد هذه التى تمجد الله خلال قبولها شركة الآلام والصلب مع مسيحها فتنعم بقوة قيامته وبهجتها ، لهذا استحقت أن تسمع الصوت الإلهى : " أنت عبدى إسرائيل الذى به أتمجد " . أما هى ففى آلامها تقول : " عبثا تعبت باطلا وفارغا أفنيت قدرتى ، لكن حقى عند الرب وعملى عند الهي " إش 49 : 4 .



هـ - نجاح رسالة السيد المسيح فى ضمه الأمم إلى الإيمان : إن كان السيد قد ظهر على الصليب فى ضعف حتى فارقه الجميع ، إذ جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ( يو 1 : 11 ) ، صار مجروحا فى بيت أحبائه ( زك 13 : 6 ) ، فقال : " عبثا تعبت باطلا ، وفارغا أفنيت قدرتى " إش 49 : 4 ، هذا هو مظهر الصليب الخارجى ، أما عمله الداخلى فيعلنه الآب بقوة قائلا للمصلوب : " قليل أن تكون لى عبدا لإقامة أسباط يعقوب ، ورد محفوظى إسرائيل ، فقد جعلتك نورا للأمم لتكون خلاصى إلى أقصى الأرض " إش 49 : 6 .

وكأنه يقول للأبن المصلوب : إن عملك الفدائى لا يمكن أن يحد ثمره فى حدود شعب معين وإنما يمتد إلى أقصى الأرض فتكون نورا للأمم وسر الخلاص الإلهى لكل البشر .

عندما حمل سمعان الشيخ الطفل يسوع قال : " لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ، نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل " لو 2 : 30 ، 31 . كما قال بولس وبرنابا : " لأنه هكذا أوصانا الرب ، قد أقمتك نورا للأمم لتكون أنت خلاصا إلى أقصى الأرض " أع 13 : 46 ، 47 .



من كلمات القديس أغسطينوس :

+ ربى وإلهى .. يا نور نفسى ! لا تتوقف قط عن إنارة خطواتى !

الهي .. أنت رجائى .. بدون نورك – الذى به نعاين كل شىء – يصعب علينا أن نكتشف مناورات الشيطان وحيله .

+ أنت هو الكلمة القائل : " ليكن نور " ، فكان نور . قل هذه العبارة الآن أيضا حتى تستنير عيناى بالنور الحقيقى ، وأميزه عن غيره من النور ، فبدونك كيف أقدر أن أميز النور عن الظلمة ، والظلمة عن النور ؟! .



أهانه اليهود وجحدوه طالبين صلبه وقبلته الشعوب الوثنية وخضعت له بالإيمان وقبلت عمله . لهذا دعى السيد " المهان النفس " ، " مكروه الأمة " ، " عبد المتسلطين " إذ تسلط عليه الأشرار وأبغضوه وأهانوه ، وفى نفس الوقت قيل " ينظر ملوك فيقومون ، رؤساء فيسجدون " إش 49 : 7 .

حيث يقوم الملوك عن كراسيهم فى حضرته ويسجد له الرؤساء متعبدين له .



( 2 ) عمله الخلاصى

بين أيدينا حديث الهي رائع يكشف عن سر خلاصنا فى المسيح يسوع ربنا الذى لا يعبر عنه ، ففى المسيح المخلص ننال الآتى :

أ – استجابة الله لنا ، فقد حان الوقت أن يسمع الآب لنا خلال إبنه المحبوب المصلوب كذبيحة طاعة للآب وموضع سروره ، فيستجيب لنا الآب فيه واهبا نفسه لنا أبا ، مقدما لنا حضنه كموضع راحة أبدية نستقر فيه .

هذا ما عناه بقولـه : " فى وقت القبول استجبتك " إش 49 : 8 . فقد حان الوقت الذى فيه يعلن قبولنا لدى الآب فى إبنه المقبول أزليا ، فيستجيب لنا على الدوام .

ب – بالمسيح يسوع مخلصنا صار الله نفسه عونا لنا ومعينا : " وفى يوم الخلاص أعنتك " إش 49 : 8 .

تسلم الرب نفسه قيادة المعركة ضد عدو الخير لنختفى نحن فيه وننال فيه الغلبة والنصرة .

يليق بنا أن نميز بين " يوم الخلاص " إش 49 : 8 أو " يوم الرب " ، .. وأيامنا نحن ، يوم الرب مفرح يهب خلاصا أما أيامنا التى نسلك فيها حسب هوانا فمحطمة ومهلكة .

جـ - بالمصلوب أيضا صرنا محفوظين فى الرب ، إذ يقول : " فأحفظك " إش 49 : 9 . ففى الصلاة الوداعية يقول المخلص : " لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير .. قدسهم فى حقك " يو 17 : 15 ، 17 .

د – التمتع بالمصلوب كعهد مع الآب : " وأجعلك عهدا للشعب لإقامة الأرض لتمليك أملاك البرارى " إش 49 : 8 .

قدم الله عهده الجديد ليس منقوشا على حجارة وإنما مسجلا بالدم فى جسد الإبن الكلمة المتجسد ، خلال هذا العهد لا تتمتع الكنيسة بأرض الموعد التى تفيض عسلا ولبنا وإنما ترث الأرض أى الشعوب التى كانت قفرا كالبرارى لتقيم منها فردوسا إلهيا ومملكة سماوية . فى جسد بشريته صالح الآب مع البشرية وأقام فى كل قلب مؤمن حقيقى ميراثا لا يعبر عنه .



أما سمات هذا الملكوت الجديد أو الميراث الداخلى أو الحياة الأنجيلية الكنيسة الحقة فهى :

أولا : الحرية : " قائلا للأسرى أخرجوا ، للذين فى الظلام اظهروا " إش 49 : 9 . فقد كسر متاريس الجحيم وأعطانا حرية مجد أولاد الله لنعيش حاملين سلطانا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو ( لو 10 : 19 ) ، نسلك فى النور ، لا سلطان للظلمة علينا .

خلال هذه الحرية الداخلية نقبل برضانا الخضوع لله كعبيد له ، فنعيش أحرارا لا سلطان للعدو على أعماقنا .

ثانيا : التمتع بمرعى الهي خصب : " على الطريق يرعون وفى كل الهضاب مرعاهم " إش 49 : 9 . ما هو هذا الطريق إلا المخلص الذى دعى نفسه " الطريق " يو 14 : 6 ، به ندخل إلى هضاب مثمرة لنجد كل احتياجاتنا ، فلا نجوع ولا نعطش ولا يضربنا حر ولا شمس ، فيها نجد ينابيع الروح القدس كمياة حية تروى أعماقنا وتهبنا ثمرا ( إش 49 : 10 ) .

ثالثا : التمتع بطريق ممهد يدخل بنا إلى الأحضان الإلهية : " واجعل كل جبالى طريقا ومناهجى ترتفع " إش 49 : 11 .

ما هى هذه الجبال إلا وصايا الرب التى تبدو كجبال شاهقة يصعب تسلقها ، لكن باتحادنا مع المسيح " الطريق " يصير السير على الجبال أمرا طبيعيا ، وتتحول الوصية إلى لذة وبهجة لا إلى أوامر قاسية وحرمان .

رابعا : انفتاح أبواب الكنيسة أمام كل الأمم من المشارق والمغارب والشمال والجنوب .

" هؤلاء من بعيد يأتون ، وهؤلاء من الشمال ومن المغرب وهؤلاء من أرض سينيم " إش 49 : 12 . يقصد بالآتين من بعيد سكان الشرق الأقصى ، كما يقصد بأرض سينيم ( أسوان ) جنوب مصر بكونها تمثل القادمين من الجنوب .

خامسا : التمتع بحياة التسبيح والفرح كحياة تعيشها النفس ( السموات ) ويمارسها الجسد ( الأرض ) ويعبر عنها خلال الطاقات البشرية ( الجبال ) هكذا تشترك السموات مع الأرض بجبالها فى الترنم للرب ، " لأن الرب عزى شعبه وعلى بائسيه يترحم " إش 49 : 13 .

سر بهجتنا تعزيات الله المعلنة بالروح القدس فى أعماقنا خلال استحقاقات الدم الثمين ، فقد أقامنا المصلوب من بؤسنا وتراءف علينا برحمته العملية .

الآن رأينا كيف انتقل الرب من الحديث عن كورش كمنقذ لشعب الله من السبى إلى ما هو أعظم وأبقى ، الحديث عن السيد المسيح كمخلص لكل البشرية ، ينقذهم من الأسر الأبدى ليهبهم بركات خلاصه بالدخول بهم إلى ملكوته أى التمتع بالحياة الجديدة الكنسية المفرحة فى الرب ، كحياة فردوسية مقدمة لكل الشعوب والأمم .



( 3 ) إقامة المتروكة عروسا أبدية

لم يكن يتوقع شعب الله أنه يسبى ، وحين سبيت إسرائيل أو مملكة الشمال ظنت مملكة يهوذا أنها لن تسبى لأنها تحتضن هيكل الرب فى أورشليم مدينة الله . لكن سبيت يهوذا وانهارت أورشليم بالهيكل الذى دنسوه بالعبادة الوثنية والرجاسات كما جاء فى حزقيال وإرميا ، وظن المسبيون أنها ربما شهور قليلة ويتدخل الله ليحررهم . لكن عبرت الشهور والسنوات تلو السنوات ، فظن الشعب أن الله قد نسيه ، وشعر الكل بالعزلة والحرمان والترك . هذا ما عبر عنه النبى هنا هكذا :

" وقالت صهيون قد تركنى الرب وسيدى نسينى " إش 49 : 14 .

هذا الشعور بالعزلة هو ثمرة طبيعية يعانى منها غالبية البشر ان لم يكن جميعهم فى بعض اللحظات . فلإنسان فى وقت التجربة يشعر نفسه وحيدا ، ليس من يشاركه مشاعره وأحاسيسه ولا من يلمس مرارته الداخلية .

علاج هذه الحالة هو الألتقاء بالمخلص ...

الذى وحده يقدر أن يدخل إلى الأعماق ويقيم علمه محبة . يعلن بصليبه صداقة فريدة شخصية خلالها نتمتع بحب الهي فائق واتحاد مع الله لا يقدر الزمن ولا تستطيع الأحداث أن تحطمه .

بالصليب ضم الله البشرية إليه كعروس سماوية مقدسة لا يفارقها عريسها السماوى ، عوض الشعور بالترك .

والعجيب أن المخلص نفسه صرخ على الصليب قائلا :

" الوى الوى لماذا تركتنى ؟! " مر 16 : 34 .

كأنه كممثل للبشرية ونائب عنها يعلن عن موقفنا كمتروكين ومحرومين ! صار بالصليب كمن هو متروك لكى ينزع عنا الشعور بالحرمان والترك ويردنا إلى الأحضان الإلهية عروسا مقدسة !

الآن بماذا يجيب الرب على شعور صهيون بالحرمان ؟ .

" هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟! حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك " إش 49 : 15 .

بلا شك أن الأمومة تعتبر من أسمى درجات الحب البشرى ، فالأم التى تحمل ابنها أو ابنتها كجنين لشهور فى أحشائها يصعب أن تنساه بعد ولادته . ومع هذه فقد نسيت بعض الأمهات ابناءهن وبناتهن ، إذ قدم بعضهن أطفالهن ذبائح بشرية ، يلقين إياهم فى النار وسط ضربات الطبول كنوع من العبادة للإله بعل . وفى بعض المجاعات سمعن عن أمهات أكلن أطفالهن ، ولا نزال نسمع حتى اليوم عن مآسى كثيرة ..

وفى كل يوم أيضا نرى أمهات وآباء يقتلن أبناءهن خلال الجو العائلى الكئيب أو المشاكل العائلية خاصة الأنفصال والطلاق . ما أكثر ضحايا الطلاق ؟!

لم يترفق الآباء والأمهات بالأجيال الجديدة ، ولا أعطوا لهم حسابا فى حياتهم ، إنما فى أنانية يريدون تحقيق ما يظنوه سلاما على حساب حياة أولادهم وسلامهم الروحى والنفسى وأحيانا الأجتماعى والمادى أيضا .

قد تنسى الأم رضيعها أما الله فلا ينسانا !

إذا كان حب الأم يفوق كل حب ؛ غير أن حب الله حتما أعظم منه !

" هوذا على كفى نقشتك " إش 49 : 16 . من العادات الشرقيةالقديمة أن ينقش الإنسان اسم محبوبه على كفه ، علامة أنه لن ينساه حتى الموت ، وأن كل ما يعمله بيديه إنما لحساب محبوبه ..

لقد نقش الرب اسم كنيسته المحبوبة لديه على كفه بالمسامير ، لتبقى آثار الجراحات علامة حب أبدى ! بل نقش اسم كل عضو فيها على كفه علامة محبته الشخصية لنا بأسمائنا .



" أسوارك أمامى دائما " إش 49 : 16 ، كأنه يقول أنا أعلم أن أسوارك قد تهدمت ، أنا لن أنساها ، سابنيها لكن فى الوقت المحدد . سأرد لك قوتك وحصانتك ، وأرد إلى أرضى بنيك واطرد الهادمين والمخربين منها ( إش 49 : 17 ) .

" ارفعى عينيك حواليك وانظرى . كلهم قد اجتمعوا أتوا إليك . حى أنا يقول الرب تلبسين كلهم كحلى وتتنطقين بهم كعروس " إش 49 : 18 .

يالها من صورة بهية لكنيسة العهد الجديد ، فإنه عوض المدينة التى تهدمت أسوارها ، وطرد منها شعبها كمسبيين ، ودخلها الهادمون والمخربون ، يقيم الرب كنيسة العهد الجديد لا كمدينة حصينة فحسب يرجع إليها أولادها مسرعين ويطرد منها الأشرار المخربون ، إنما تصير عروسا سماوية تحمل زينة فريدة ، هى اجتماع أولادها فيها كأولاد لله ، لهم حرية المجد الداخلى .

لا يقف العدو صامتا إنما يريد أن يدخل ويخرب أولادها ، هذا الذى سبق فأثكلها بتحطيمه إيمان البعض ، إذ يقول لها : " ضيق على المكان ، وسعى لى لأسكن " إش 49 : 20 .

أما هى فترى يد الله العجيبة والعاملة فيها بالرغم من مقاومة العدو المستمرة ، فتردد فى قلبها قائلة : " من ولد لى هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر منفية ومطرودة ؟ وهؤلاء من رباهم ؟ هانذا كنت متروكة وحدى . وهؤلاء أين كانوا ؟ " إش 49 : 21 .

إنها نعمة الله الفائقة التى تخرج من الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة ! وإنها نعمته الغنية التى تقيم فينا ثمرا متكاثرا ليس من عندياتنا ، إنما هو عطية الله المجانية لمؤمنيه السالكين بالروح .



( 4 ) إقامة الذليلة ملكة :

إن كانت صهيون قد عاشت كأمة أسيرة ذليلة فى أرض الغربة ، الآن تعود إلى وطنها كملكة يشتاق الكل أن يرفعها على الأكتاف ويخضع لها الملوك ويسجدون أمامها يلحسون غبار رجليها .

" هكذا قال السيد الرب : ها إنى أرفع إلى الأمم يدى وإلى الشعوب أقيم رايتى " إش 49 : 22 . ما هو رفع اليد إلا مجىء السيد المسيح إلى العالم ليبسط يديه على الصليب فيضم إليه الأمم .

بهذا العمل الخلاصى تتمجد كنيسة المسيح ، إذ يقال لها :

" يأتون بأولادك فى الأحضان ، وبناتك على الأكتاف يحملن ، ويكون الملوك حاضنيك ، وسيداتهم مرضعاتك ، بالوجوه يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك ، فتعلمين أنى أنا الرب الذى لا يخزى منتظروه " إش 49 : 22 ، 23 .

لقد تحقق ذلك ، فقد صار الملوك والملكات مؤمنين عاملين فى كنيسة الرب مثل قسطنطين الكبير وهيلانة ، يخدمون الكنيسة كملكة روحية فوق الكل .



( 5 ) الله فادى كنيسته

بدت هذه الوعود كأنها خيال بالنسبة لمعاصرى إشعياء وأيضا فيما بعد بالنسبة للمسبيين ، لذلك أكد الله أنه هو بنفسه الذى يحقق هذا الخلاص ، بكونه القادر وحده أن يحطم إبليس الجبار ويسحب منه الذين سبق أن سباهم .

" هل تسلب من الجبار غنيمة ؟! وهل يفلت سبى المنصور ؟! فإنه هكذا قال الرب : حتى سبى الجبار يسلب ، وغنيمة العاتى تفلت . وأنا أخاصم مخاصمك وأخلص أولادك ، وأطعم ظالميك لحم أنفسهم ويسكرون بدمهم كما من سلاف فيعلم كل بشر أنى أنا الرب مخلصك وفاديك عزيز يعقوب " إش 49 : 24 – 26 .

هكذا يليق بنا أن نثق فى الله مخلصنا ولا نضطرب أمام قسوة إبليس وعنه ، فإن المخلص قادر أن يحررنا من سبيه مهما كان العدو عاتيا وجبارا ، يردنا إلى كنيسته ويخاصم عنا مخاصمينا ، أى يقود المعركة بنفسه ، فيأكل العدو لحم نفسه ويشرب ويسكر كما بدمه ، أى يرتد عمله على رأسه ويذوق من عنفه مرارة حتى يفقد وعيه كمن فى حالة سكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اشعياءالاصحاح التاسع والاربعون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشعياءالاصحاح الوحد والخمسين
» اشعياءالاصحاح الثانى والخمسين
» اشعياءالاصحاح الثالث والخمسين
» إشعياء – الإصحاح التاسع والثلاثون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ام النور بالكشح :: منتدي الكتاب المقدس-
انتقل الى: